مرحبا بكم في مدونة صافيا ديكور
الصفحة الرئيسية / عام / ما تعلمت من تركي لوظيفتي؟​
losting my job

ما تعلمت من تركي لوظيفتي؟

لم يكن أمرا مفاجئا، فقد بت أجزم انه سوف يتم التخلص مني و من خدماتي فقد كان حدسي شديدا و لكن مع ذلك شعرت بالاستياء فور وقوع ذلك
قبل ستة أشهر من نهاية عقد العمل محدد المدة و المقدر بسنة كنت قد وصلت الى نتيجة أن هناك خطأ فيما أؤديه فقد فقدت الشغف بالعمل و حتى بالحياة فلم أعد أهتم بمظهري و لا بجودة عملي كما أن مرتبي لم يكن يكفيني و هذا ما استوقفني كثيرا فلماذا يعمل المرء منا ان لم يحقق شغفه، إن لم يسعد.
فقد كانت لي قناعة راسخة أننا خلقنا لنسعد لا لنعمل 8 ساعات يوميا و حتى ايام العطل ثم لا نعيش الحياة التي نريدها.
كما أن صحبتي في العمل لم تكن تروقني لدرجة أنني كنت ألوم نفسي عن مضيعة الوقت في الدخول في نقاشات لا طائل منها أو التظاهر باللطف مع أناس لم أكن أطيقهم
كما انني كنت أتعرض لمضايقات من مسؤولي أو ما أسميهم كذلك فكرامتي لم تكن يوما للمساومة او للنقاش
بدأت أسئلة كثيرة تراودني عن كيفية الحصول على المال و تعديد سبل الدخل بأسهل الطرق حتى الوصول الى الثراء أجل هذا ما كنت أريده و اكتشفت لاحقا أن الوظيفة الحكومية لن تحقق لي هذا فكيف لنا أن نصل الغنى إن بقينا متعلقين بالثماني ساعات و العودة منهكين أخر الأسبوع
كانت لي قناعة أنه ليس على الانسان العمل بهذا الحجم الساعي لتحصيل ثروة بل يكفي أي يخطط و يجد الحل
الحل الذي يدر عليه المال حتى من دون أن يعمل أدري أن هذا للبعض يعد ضربا من الجنون…
فبدأت بطرح الأسئلة و السعي إلى اكتساب مهارات جديدة بالدخول في دورات التسويق و المقاولاتية و ………………
و أهم سؤال طرحته كان ما هو المتاح لي حاليا و الذي يجعل من حياتي أفضل مع التفويض الكامل لله عز و جل و كانت الإجابة فورية بانهاء علاقة العمل.

خلاصة ما تعلمته من هذه التجربة:
هل تعد وظيفتك بالنسبة لك مجرد وظيفة أو بالأحرى هل كنت تستمد أمانك من وظيفتك؟
أول شىء تكتشفه فور خروجك من عملك هو أنك كنت تستمد أمانك من مصدر دخلك الوحيد و في هذا قمة التعلق و فجأة تجد نفسك أقرب ما تكون اليه الى الفقر في تلبية حاجياتك الأولية و أنك لم تكن تحسن إدارة نفقاتك و مدخراتك لا تكفي!
نظرتك لنفسك قد تخدش قليلا أو كثيرا بحجم التعلق فلقد عشت إنكسارا حتى و إن لم أظهره و لكن كونك تظهر ما لا تبطن يحتاج لقوة يمكنها استنزافك فليس هناك أصعب من الكذب على الذات.
إياك و لعب دور الضحية:
توقف عن لعب دور الضحية سيكون الامر أسهل ان وقفت معترفا بان ما تعيشه الان هو استحقاقك فواقعك أنت من قمت بتشكيله بطريقة او باخرى فالتصالح مع الذات هو اول خطوة للتقدم ولعله لصالحك لأمر أنت تجهله.
عليك أن تعيد حساباتك:
عليك بالدخول في دوائر جديدة بتكوين علاقات جديدة وبالتالي السماح لطاقتك بالتزاوج مع طاقات جديدة و الاتاحة لفرص جديدة بالتجلي في حياتك كون ان الزواج لا يقتصر على الذكر و الانثى بل هو كل ناتج عن تاثيرالدوائر التي تنتمي إليها. حاليا بصفة مؤقتة او مستمرة
غير قناعاتك بخصوص التعليم الأكاديمي أو المهني:
جربت حظك في عملك التابع لتعليمك الأكاديمي الأن جاء وقت التفكير المهني والذي ستعلمه لك الحياة ويحتاج لخبرتك بالمال.
قبل أشهر من ترك العمل الذي يستند على تعليمي الأكاديمي كنت قد أدركت أن الثراء لا يمكن أن يكون حصيلة عملي هذا.
فكيف لي أن أجني أكثر و دخلي ثابت كما ساعات العمل ثابتة فقد ساق بي التفكير الى التجارة أو انشاء شركة مقاولاة و لكن على مذا ستستند هذه الشركة كان همي الوحيد الخروج من نفق الراتب الضيق الى مصادر متعددة الى عالم الوفرة.
وعيك هو من ينشأ واقعك:
كان هذا جليا عندما بدأت دورة التسويق بهدف فتح افاق جديدة للدخول في عالم الربح وما ان دخلته حتى تغيرت نظرتي للأشياء من حولي خاصة بعد تعرفي على معادلة 20/80 أو ما تسمى قانون باريتو نسبة لمؤسسها
أردت تطبيقها على حياتي فحتما يمكن للفرد تحصيل 80% من الدخل بــ 20% من جهده وهذا ما وجدته منطقيا أكثر بدل 100%  من جهده ووقته لتحصيل اللا شيء
هذا الوعي كان بمثابة مفتاح لاستقطاب قناعات جديدة
ولكن اكتشفت بعد فترة أنها كانت حماقة في أول الطريق.
عند مغادرتي الوظيفة كنت تحت تخدير الصدمة وبهذا كنت متبلدة المشاعر مضطربة الأحاسيس فتارة متماسكة وتارة مضطربة محاولة عبثا تفريغ شحناتي السلبية بالبكاء متخفية أو بالضحك ولكن سرعان ما احاط بي الوعي الجمعي بآرائه الكثيرة منها وظيفتك كانت الأمثل لك خاصة وأنها وظيفة حكومية وما يتبعها من امتيازات وتأمين صحي وتقاعد بعد عمر طويل … و و و إلخ.
فلا تستغرب ان قلت لك أن استمرارك في دائرة الأمان سببه الأول تأثير الوعي الجمعي على قراراتك قد يكون متمثلا فيك أنت والديك أصدقاءك فالوظيفة هي بمثابة مرفء أمان بالنسبة لعالم الأعمال الدي يقدمه لك الوعي الجمعي على أنه مجازفة.
فقدك لوظيفك هي منحة لن يراها إلا من حصل لك
لا تستغرب ان قلت لك بان تركك لوظيفتك هو شيء إيجابي فهي بمثابة طوق نجاة من سجن الوظيفة يفتح لك افاق وفرص لم تكن لتراها من قبل ستظهر احداث ومعطيات جديدة بالتجسد لتشكيل واقع جديد واقع أفضل ان استطعت رؤية الخير والمنحة في هكذا محنة.
قد يكون فقدك لوظيفتك أحسن شيء يحصل لك لا تستغرب وتذكر دورة حياة الفراشة إذ تتدرج في الوصول الى الاكتمال في تكوينها على مراحل إلى أن تصبح قادرة على الطيران بعد أن تصنع لنفسنها أجنحة تمكنها من الخروج من شرنقتها إلى افاق أخرى أكثر سعة ورحابة.
كن متجدد الفكر و القناعات
لو تأملت هذا الكون الفسيح لوجدته متجددا مليئا بالوفرة فالطبيعة تتجدد بين الليل والنهار وبين الفصول الأربعة منذ الخليقة فلماذا تحصر نفسك في اختيارات نتيجة قناعاتك القديمة.
و لنبقى دائما متجددين علينا بالعلم و التعلم باستمرار و ما في وقتنا من وسائل متاحة
غير قناعاتك لا جوهرك
تأمل سريان الماء في الجداول و دورة الماء في الطبيعة فهو في كل حالاته يبقى في تكوينه ماء و لكنه يتمتع من FLEXIBILITY تمكنه من التأقلم مع كل الظروف دون أن يتوقف أو يغير من جوهره كذلك كن أنت.

يقينك بغد أفضل
الحمد لله ويقينك بغد أفضل هما أفضل ما يمكن أن تشعر به كيف لك أن تستقطب ما هو جديد دون أن تستشعر ما هو متاح لك حاليا فنعمة العقل وحدها تعتبر أغلى ما تملك إضافة إلى الصحة و التفكير السليم … و و و -و إن تعدوا نعمة الله فلن تحصوها-
مصاحبة النفس
عليك بمصاحبة نفسك وأن تعيش الحياة بشغف فالشغف تجده في المتاح ليس شيء تبحث عنه طول حياتك كما يروج عنه و كما يقول الدكتور إبراهيم الفقي رحمة الله عليه عش بالحب … و قدر قيمة الحياة
تكرار الأنماط السلبية التي تعيشها هي دليل على عدم مصالحتك لنفسك
لا تستغرب ان وجدت نفسك تطرد من وظيفة الى وظيفة فهدا أكبر دليل أن ما تعيشه سببه أنت
أنت لم تتصالح مع نفسك لحد اللحظة حدد ما تريد و ما لا تريد
وابتعد عن كل ما هو مؤدي قد يكون شخص مكان فنحن لم نخلق لنتحمل ما لا نطيق ولكن عليك أولا أن تكون متصالحا مع نفسك فلا تطلق الأحكام بناء على خلفياتك الخاصة عليك بتقبل الاختلاف لكيلا تقع في الخلاف وتدرك قيمتك التي وضعها الله فيك فبدلك تصبح موضوعيا أكثر فأكثر وتتسع عندك الرؤية فيما تريد وما لا تريد وبهذا تركز على ما تريد وتنسحب بسلام عما لا تريده بوعي.
هل خفت أن تطرد من الوظيفة هل كنت تظنها سندك أمانك
لن تجد الأمان في وظيفة ليس لأنها كل ما ذكرته سابقا لا بكل بساطة لأن الأمان هو الله لست بصدد القاء خطبة الجمعة ولكن مرجعيتك الوحيدة هي في كونك تستمد أمانك قوتك و الهامك من خالقك الله.
وتذكر أن ما تخافه هو ما سيحصل لك عن تجربة فلقد أمضيت الست سنوات وأنا خائفة من شيء ولا شيء في أقل موقف سلبي يحصل لي في العمل وكما ترى أنت تقرأ هذه الأسطر بعد أن تركتني الوظيفة
أنا لا أذكرك بين الحين والاخر بتجربتي الخاصة لمجرد السرد ولكن لأريك الجوانب الإيجابية التي استنبطتها من هذا الحدث 
تحرك افعل شيءا
ان كنت تظن أن تفكيرك الإيجابي وحده كاف لتحقيق ما تريد لا فبدون سعيك لن تصل لشيء
خطوة خطوة
أنجز بطريقة الخطوات فالله بحكمته خلق الكون في ستة أيام
أخطو يوميا خطوة نحو هدفك

شارك معنا لتعم الفائدة

مقالات ذات صلة

عن صافيا

مدونة و مهندسة معمارية

على مدار السنوات السابقة كانت تعمل في متابعة المشاريع السكنية في مختلف الورشات بالإضافة إلى شغفها في الديكور هذا ما أضاف توليفة من الخبرة التقنية و الفن المعماري.

كما تحصلت على شهادة في التسويق و  التسويق الرقمي و الأنفوغرافيا ما خول لها أن تكون متعددة الاختصاصات.

التصنيفات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *