مرحبا بكم في مدونة صافيا ديكور
Safia decor
الصفحة الرئيسية / عام / المرونة النفسية وعلاقتها بالسعادة

المرونة النفسية وعلاقتها بالسعادة

عندما نذكر كلمة “مرونة”، أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو المطاط أو قطعة الأستيكة التي مهما تمددت، عادت إلى حالتها الطبيعية أو حالة التوازن. وكذلك الأمر بالنسبة للماء، الذي أراه أجدر مثال للمرونة؛ فالماء قابل لتغيير مساره وحالته المادية باختلاف الظروف، لكنه بالرغم من كل ذلك، يبقى ماءً ويعود إلى حالته الطبيعية.
الماء يبقى محافظًا على جوهره رغم تغير الظروف واختلاف المؤثرات.

كذلك الإنسان، في حياته اليومية، قد يتعرض إلى مؤثرات متغيرة من شأنها أن تجعله يخرج عن منطقة راحته المعتادة، وتستدعي منه التصرف تجاهها، سواء بالتقبل أو الإنكار.
أما بالنسبة للسعادة، فمعظمنا ينظر إليها على أنها حالة من النشوة الدائمة التي يجب أن يعيشها الإنسان دون انقطاع. فلا يجوز له، بحسب التصور المجتمعي، أن يحزن أو يغضب، لأن ذلك لا يندرج ضمن “مظاهر السعادة” التي رسمها الآخرون.

ولكن، إذا نظرنا إلى حقيقة أن كل مشاعرنا هي هبة من الله للتنفيس عن مكنونات النفس والجسد، كلٌّ بحسب المؤثر الخارجي، فهل يُعقل أن نكبتها؟
نظرًا لجدلية السعادة مع مفهوم المرونة النفسية، سنتناول في هذا المقال مدى أهمية أن تكون مرنًا نفسيًا من أجل تحقيق السعادة، وما معنى السعادة بالنسبة لشخص يتمتع بالمرونة النفسية.

نقاط من كتاب "حل معادلة السعادة" لـ Mo Gawdat

في كتابه “Solve for Happy”، يقدّم محمد جودت، المدير التنفيذي السابق في Google X، تجربة شخصية عميقة نسجها بفكر منطقي وتحليلي. يطرح فيه معادلة للسعادة تقوم على المعادلة التالية:
السعادة = الواقع – التوقعات
إذا كانت توقعاتك أعلى من واقعك، تشعر بالتعاسة. وإذا كان واقعك مساويًا أو أعلى من توقعاتك، تشعر بالرضا والسعادة.

من أبرز النقاط التي يستعرضها Gawdat:

أهمية التحرر من الأوهام الكبرى، مثل وهم الأفكار، وهم الذات، وهم السيطرة، والخوف، والتي كثيرًا ما تشوش على سعادتنا.
1- وجود نقاط عمياء في أدمغتنا تشوه إدراكنا للواقع مثل: التركيز المفرط على السلبيات، الافتراضات، الذاكرة المشوهة، والمبالغات.
2- التأكيد على الحقائق المطلقة: أن اللحظة الحاضرة هي كل ما نملك، وأن التغيير والموت أمران حتميان، والحب الحقيقي موجود، وكل ما يحدث له سبب أو نظام كوني.
3- يقترح استراتيجيات بسيطة مثل: مراقبة الذات، إنشاء قوائم للسعادة، تقليل استخدام وسائل التواصل، والاحتفاظ برمز يساعد على العودة للحظة الحاضرة.
هذه النقاط تمثل تجربة فكرية وشخصية عميقة للمؤلف، وهي تستحق التأمل ضمن سياق أكبر يتعلّق بكيفية تعامل كل فرد مع حياته ومشاعره.

المرونة النفسية في ضوء معادلة السعادة:

المرونة النفسية تُعرّف بأنها القدرة على التعافي من المحن والتكيف مع الظروف المتغيرة دون أن نفقد اتصالنا بذواتنا. وهي متطلب أساسي لفهم وتطبيق أي منهج يعزز السعادة.
شخص مرن نفسيًا، هو شخص قادر على ضبط توقعاته وفقًا لما يسمح به واقعه، دون أن يسقط في فخ الأوهام أو يتأثر بشكل سلبي بالتحيّزات الذهنية. هو شخص يدرك أن الحياة ليست مثالية، لكنه لا يطلب منها الكمال، بل يطلب فقط أن يعيشها بوعي.
السعادة ليست في إنكار الألم أو رفض الواقع، بل في امتلاك عقل واضح يستطيع التمييز بين ما يمكن تغييره وما يجب تقبّله.

خطوات عملية لتعزيز السعادة عبر المرونة النفسية:

1- راقب أفكارك، ولا تصدقها دائمًا.
2- تقبّل ذاتك كما أنت، دون تصنيفات.
3- درّب نفسك على الحضور الذهني عبر التأمل أو كتابة اليوميات.
4- كوّن قائمة بالأشياء التي تُسعدك وارجع إليها وقت الحاجة.
5- أعد صياغة المواقف السلبية برؤية أكثر واقعية ورحمة.
6- استبدل الخوف بالفضول.
7- احترم التغيير وكن مرنًا في ردود أفعالك.

السعادة تولد من المرونة

في النهاية، فإن السعادة لا تُشترى ولا تُوهب، بل تُبنى من الداخل والمرونة النفسية ليست إلا القدرة على التكيف مع الحياة بتوازن ووعي. 

من خلال فهم أوهامنا، وتفكيك نقاطنا العمياء، والعيش في ظل الحقائق المطلقة التي لا يمكن إنكارها، نستطيع أن نصل إلى مستوى عميق من السلام الداخلي.
فكن كالماء، عد إلى توازنك كلما اختل. وكن مرنًا، تكن سعيدًا.

شارك معنا لتعم الفائدة

مقالات ذات صلة

عن صافيا

مدونة و مهندسة معمارية

على مدار السنوات السابقة كانت تعمل في متابعة المشاريع السكنية في مختلف الورشات بالإضافة إلى شغفها في الديكور هذا ما أضاف توليفة من الخبرة التقنية و الفن المعماري.

كما تحصلت على شهادة في التسويق و  التسويق الرقمي و الأنفوغرافيا ما خول لها أن تكون متعددة الاختصاصات.

التصنيفات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *