فن تحديد المساحات بالألوان (color zoning) في التصميم الداخلي
تحديد المساحة بالألوان، والمعروف أيضًا باسم Color Zoning، هو أسلوب يتيح إنشاء مساحات بصرية جمالية ومحددة جيدًا. هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في المساحات التي تتشارك فيها عدة غرف مثل غرفة المعيشة وغرفة الطعام مع أرضية واحدة ، حيث من السهل فقدان التمييز بين المناطق و الوظائف المختلفة.
تعتبر الميزة الرئيسية لتحديد المساحة بالألوان هي تجنب التقسيم المعتمد على الفواصل المادية كالجدران مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الضوء.
تُستخدم هذه التقنية في مختلف العناصر داخل الغرفة، بما في ذلك الأرضيات والجدران والأبواب والأسقف.
بعد هذه المقدمة دعونا نتعرف أكثر على كيفية استخدام color zoning عبر هذه الأسطح المختلفة.
تقسيم الأرضيات
أحد التطبيقات الأكثر شيوعًا للتقسيم بالألوان هو على الأرضيات حيث تعتبر الميزة الرئيسية لتحديد المساحات باستخدام الألوان هي الحفاظ على أكبر قدر من الإضاءة، مما يساعد في تجنب الشعور بالضيق. على سبيل المثال، لتحديد زاوية تناول الطعام، يمكنك تحديد الأرضية و ذلك بطلاء المساحة الذي توجد بها الطاولة بلون مختلف عن باقي المساحة كما يفضل مزج هذا اللون مع الأبيض للحفاظ على الإضاءة وتجنب الفوضى البصرية.
في المساحات المفتوحة التي تحتوي على أثاث قليل، يمكن أن يساعد تقسيم الأرضية أيضًا في تحديد الوظائف المختلفة داخل نفس المساحة، مثل التمييز بين منطقة المعيشة ومنطقة تناول الطعام دون اللجوء إلى فواصل مادية.
تقسيم الأبواب
بالانتقال إلى الأبواب، يمكن استخدام تقسيم الألوان لتسليط الضوء على ميزات معينة. على سبيل المثال، قد يحتوي الباب على مستطيلات ملونة أو “إطارات” تبرز مقابل باقي السطح. هذا لا يعزز فقط جاذبية الباب الجمالية، ولكنه أيضًا يلفت الانتباه إليه، خاصة في الأماكن التي تحتوي على أبواب متعددة. يمكن أن يوجه التباين الذي يخلقه تقسيم الألوان الحركة داخل الفضاء، مما يجعل من السهل تحديد المدخل الرئيسي أو المناطق الرئيسية الأخرى.
كما يمكننا تطبيق هذه التقنية على الأبواب بغرض إخفائها بصريًا في المساحة، مما يتجنب الفواصل البصرية مما يخلق امتدادا في المساحة.
تقسيم الجدران
يُعتبر تحديد الجدران بالألوان تطبيقًا شائعًا آخر لهذه التقنية، فإلى الجانب العملي المتعارف عليه أين كان الرسامون يطبقون لونًا مختلفًا على الأجزاء السفلية من الجدران لحمايتها من التآكل. اليوم، يستمر هذا الأسلوب، خاصة في ترميم المنازل القديمة، حيث يكون الحفاظ على التصميم الأصلي أمرًا مهمًا.
إلى جانب أصوله الوظيفية، يلعب تقسيم الجدران أيضًا دورًا جماليًا. من خلال إدخال لون جديد إلى الجدار، يمكنك إضافة عمق وشخصية للغرفة دون الاعتماد على الأشياء الزخرفية أو المواد الإضافية. هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص للتخفيف من حدة الجو العام للمكان في حالة اختيار لون جريء أو لإضافة نوع من الجرأة في حالة ما كان اللون العام للغرفة باهتا و ذلك فمن خلال دمج لون مختلف، وبذلك تحقق التوازن أو تعزز الجو العام.
بالنسبة لزاوية المكتب، تعتبر فكرة إنشاء طبقة لونية تمتد من الأرض إلى السقف وسيلة فعالة لتحديد مساحة العمل. أما في غرف النوم يمكنك إنشاء بساط ملون لتحديد المساحة جزئيا أو بالكامل بصريًا خلف السرير، أو عمل رسومات وأشكال هندسية تمتد من الأرضية إلى الجدران في غرف الأطفال.
تقسيم الأسقف
على الرغم من أنه أقل شيوعًا، يمكن أن يكون لتقسيم الأسقف تأثير كبير، خاصة في الغرف الكبيرة ذات الأسقف العالية. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد طلاء جزء من السقف بلون مختلف في تحديد مناطق معينة، مثل زاوية الجلوس أو ركن القراءة، داخل غرفة فسيحة. تعمل هذه التقنية بشكل أفضل في الغرف التي تحتوي على أثاث بألوان محايدة ونظام ألوان monochromatic، حيث يمكن لتقسيم السقف أن يوجه العين بشكل خفي ويخلق إحساسًا بالتدفق.
بدائل الطلاء
إذا كنت مترددًا بشأن فكرة الطلاء، هناك حلول أخرى لتحديد المساحة. على سبيل المثال، يمكنك استخدام سجادة ملونة لتحديد منطقة معينة. في غرفة النوم على سبيل المثال.
كما يمكنك استخدام هذه التقنية باستخدام بلاط يختلف لونه عن المنطقة المحيطة فهي تساعد في تحديد المساحات داخل غرفة كبيرة، وتسهل الحركة، وتضيف جاذبية بصرية من خلال إبراز مناطق معينة، مثل المدفأة.
يُعتبر تقسيم الألوان أداة متعددة الاستخدامات وقوية في التصميم الداخلي. سواء تم استخدامه على الأرضيات أو الجدران أو الأبواب أو الأسقف، يمكن أن يعزز جاذبية الفضاء البصرية.
من خلال اختيار مكان وكيفية تطبيق الألوان المختلفة بعناية، يمكنك تحويل الغرفة، مما يجعلها أكثر وظيفية وأكثر جمالًا أيضًا.
